السلوك العدائي ظاهرة عامة بين البشر يمارسها الأفراد بأساليب مختلفة ومتنوعة، وتأخذ صورا كثيرة مثل التنافس في العمل والتجارة والتحصيل العلمي، بل وفي اللعب.
عادة ما يبدأ السلوك العدائي عند الأفراد منذ الصغر.
* من أسباب ظهور السلوك العدائي عند الأطفال والمراهقين:
- شعور الطفل بأنه مرفوض اجتماعيا من قبل أسرته أو أصدقائه أو معلميه نتيجة سلوكيات سلبية صادرة من الطفل ولم يتم التعامل معها بالصورة الصحيحة في حينها.
- التشجيع من قبل الأسرة للسلوك العدواني باعتباره دفاعا عن النفس.
- شعور الطفل بالنقص نتيجة وجود عيب خلقي في النطق أو السمع أو أي عضو آخر من جسمه أو نتيجة لتكرار سماعه للآخرين الذين يصفونه بالصفات السلبية كالغباء أو الكسل أو غيرهما من الأوصاف السيئة علي نفس الطفل.
- تقليد الطفل لمن يراه مثله الأعلى وقد يكون من الأسرة أو صديقا له أو من الشخصيات الكرتونية التي يشاهدها ويتعلق بها.
- عدم مقدرة الطفل على التعبير عما بداخله من أحاسيس وعجزه عن التواصل لأسباب قد تكون نفسية كالانطوائية أو لغوية كأن يتحدث الطفل بلغة مختلفة عمن يتعامل معهم خلال وجودة في المدرسة.
- شعور الطفل بالإحباط والفشل نتيجة عدم قدرته لإنجاز بعض المهام أو التأخر فيها يجعله يعبر عن تصرفاته بالعدوانية.
* نتائج هذا السلوك
أظهرت دراسة قام بها باحثون من الولايات المتحدة الأميركية أن ممارسة الطفل للسلوك العدائي تجاه أقرانه، قد ارتبط بضعف الأداء الأكاديمي والمهني في مراحل لاحقة من حياته. وأكدت هذه الدراسة حديثا، بعدما تمت تجربتها.
وكان باحثون من جامعة ميتشغان الأميركية قاموا بتحليل بيانات أخذت من دراستين أجريت إحداهما في فنلندا والأخرى في الولايات المتحدة خلال عقد الستينات، تضمنت الأولى عينة تألفت من 369 طفلاً فنلندياً، فيما شملت الأخرى 856 طفلاً أميركياً، وقد قارب متوسط أعمار جميع الأطفال الثمانية أعوام.
واعتمدت الدراستان أسلوب تقييم سلوك الطفل من خلال طرح الأسئلة على زملائه في الصف، حيث طلب إلى تلاميذ الصف تقييم الفرد، موضع البحث، إن كان محبوباً ويرغبون بمصادقته، أم أنه ممن يبادرون إلى افتعال الشجار بهدف إيذاء زملائه.
وقد جرى تتبع أحوال جميع الأفراد خلال فترة الدراسة التي استمرت لما يزيد على الثلاثة عقود، وذلك بهدف تقييم الأداء الأكاديمي والمهني لهؤلاء الأفراد لدى بلوغهم الأربعين.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأطفال ممن تميز سلوكهم بالعدائية والعنف، كانوا أصحاب إنجازات متواضعة على الصعيدين الأكاديمي والمهني. في حين ارتبط السلوك الإيجابي لطفل الثامنة، بإنجازات متقدمة في كلا المجالين في مراحل عمرية لاحقة.
وينوه الباحثون إلى أن نتائج الدراسة قد لا تنطبق على جميع الأطفال ممن هم في سن الثامنة، إلا أنها تقدم مؤشرات على ارتباط السلوك العدائي عند طفل الثامنة بضعف الأداء الأكاديمي لديه في المستقبل، الأمر الذي سيؤثر في الإنجازات التي يحققها على الصعيد المهني.
ويعلق في هذا الشأن إيريك دوبو، المختص في علم النفس من «معهد جامعة ميتشغان للبحوث الاجتماعية»، وعضو فريق البحث، قائلاً: «تؤكد نتائج الدراسة على الحاجة إلى التدخل المبكر بهدف مساعدة هؤلاء الأطفال ممن يتصفون بالعدائية». كما يضيف: «إن وجود هذا النوع من السلوك في المراحل الأولى من حياة الفرد، قد يتسبب بمشكلات في الجانب العاطفي، وهي ستؤدي بدورها إلى فشل الفرد دراسياً ومهنياً في مراحل عمرية لاحقة».
ويؤكد الباحثون أهمية تنبه الوالدين للسلوك العدائي للطفل تجاه الأفراد، وذلك بهدف مساعدته على ضبط نفسه والتحكم بسلوكياته، وهو ما قد يستمر تأثيره لسنوات مقبلة.
أسباب عدائية طفلك وضعفه أكاديمياً
أسباب عدائية طفلك وضعفه أكاديمياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة